حكيمي وبيدرو- نهاية رحلة الطفولة الكروية في كأس العالم للأندية

شهدت بطولة كأس العالم للأندية المقامة حاليًا، مواجهة مثيرة جمعت بين لاعبيْن سطعا في سماء كرة القدم، وأنديتهما التي شهدت بداية مسيرتهما الكروية، وهما المغربي أشرف حكيمي، الظهير المتألق في صفوف باريس سان جيرمان الفرنسي، والبرازيلي جواو بيدرو، المهاجم الهداف لتشيلسي الإنجليزي.
لعب النجمان دورًا محوريًا في إقصاء ناديي انطلاقتهما الكروية من منافسات المونديال، حيث أسهم حكيمي في خروج ريال مدريد، بينما كان بيدرو سببًا في توديع فلومينينسي للبطولة.
ولد حكيمي في مدريد عام 1998، وبدأ رحلته في عالم كرة القدم في أكاديمية ريال مدريد عام 2006، وتدرج في مختلف الفئات السنية، وصولًا إلى الفريق الرديف "ريال مدريد كاستيا"، ثم حظي بفرصة اللعب مع الفريق الأول عام 2017، لكن مشاركاته كانت محدودة قبل أن ينتقل على سبيل الإعارة إلى بوروسيا دورتموند الألماني لمدة عامين. وفي عام 2020، انضم إلى إنتر ميلان الإيطالي، قبل أن يحط الرحال في باريس سان جيرمان عام 2021، في صفقة قُدّرت قيمتها بـ 68 مليون يورو.
وبالمثل، خاض البرازيلي جواو بيدرو تجربة مماثلة بمواجهة فريقه الأول فلومينينسي. فبيدرو، المزداد عام 2001، بدأ مسيرته الكروية في أكاديمية فلومينينسي وهو في العاشرة من عمره، ثم انتقل إلى ريو دي جانيرو رفقة والدته، وهناك صعد تدريجيًا في الفئات العمرية حتى بزغ نجمه مع الفريق الأول عام 2019. شارك اللاعب في 37 مباراة، وتمكن من تسجيل 10 أهداف قبل أن ينتقل إلى واتفورد الإنجليزي، ثم إلى برايتون، وأخيرًا إلى تشيلسي صيف 2025 مقابل 60 مليون يورو.
وفي الدور نصف النهائي من كأس العالم للأندية 2025، تقابل تشيلسي مع فلومينينسي في الثامن من يوليو على ملعب ميتلايف في نيويورك. وخلال اللقاء، تألق بيدرو بتسجيله هدفين في الدقيقتين 18 و56، ليقود فريقه اللندني إلى الفوز بنتيجة 2-0 والتأهل إلى المباراة النهائية.
ورغم التشابه في مواجهة حكيمي وبيدرو لفريقَي طفولتهما في بطولة كبرى، إلا أن هناك اختلافات جوهرية بين الحالتين. فحكيمي، الذي ترعرع في أكاديمية ريال مدريد، لم يكن لاعبًا أساسيًا في الفريق الأول، وهو ما قلل من حدة ارتباطه العاطفي بالنادي، على عكس بيدرو، الذي خاض موسمًا كاملًا مع فلومينينسي في الدوري البرازيلي. كما أن تأثير حكيمي كان من خلال تمريرة حاسمة، بينما كان تأثير بيدرو مباشرًا بتسجيله هدفين. ومع ذلك، أظهر اللاعبان احترامًا كبيرًا لفريقيهما السابقين، حيث تجنب بيدرو الاحتفال، ولم تظهر أي مظاهر احتفالية واضحة من حكيمي بعد التمريرة الحاسمة.
من الناحية التكتيكية، لعب حكيمي دورًا حيويًا في خطة باريس سان جيرمان التي ارتكزت على السرعة الفائقة للأظهرة والهجمات المرتدة الخاطفة، حيث سجل هدفين وصنع مثلهما في البطولة. في المقابل، استغل تشيلسي قدرات بيدرو الهجومية، خاصةً تسديداته القوية التي تجسدت في الهدف الثاني الذي سجله.
